أقتل كل الأفراح في فؤادي ولا أبالي.. أسجن كل الآمال في صدري ولا أبالي.. أُرغم كل الأحلام على الانتحار ولا أبالي.. أسجد لربي سجود الشكر
على اليأس ولا أبالي.. أدفع بسفن الأجداث من على الأقدار ولا أبالي.. لم يكن ذاك إلا لأن الحب أرغمني على الكره، ولأن مقابر الأرامل أودعت ( فيا ) البؤس والحرمان
عاشقة أنا لذاك الرجل النحيل ولا أنساه، ذكراه تتأجج داخلي كلما سمعت عن حلم يضيع بين (مشاجر) الدموع والآهات وبين مداخن المدن الضاربة في عمق التاريخ
مرت الأيام والأسابيع وأنا ما بين نار الهوى ولوعة الفراق، أنتظر الشفق قبل
الغسق والحياة قبل الفناء. حتى كان ذلك اليوم المشؤوم عندما أُنزلت بحيِّنا
صاعقة (تنبؤ ) بأن ثلاثة من الرجال وجدوا مقتولين خارج المدينة. انقبض صدري
وزادت دقات قلبي وتُخيّل إلي أن خيوط الوصال تنقطع واحدة تلو الأخرى فاستلقيت على فراشي أذرف دمعا وأنتظر ما تأتيني به الساعات
وجاء أخيرا أناس من جيراننا ليخبروني أن الا...... قد مات......
تعسا لك أيتها الزهور عندما تخدعيننا، الموت لك يا سماء الحب عندما تمنيننا...
تعالى أيها الشتاء، أقبلي أيتها الرياح،لا تخافي أيتها الأعاصير فلن أردك بعد اليوم أبدا
أيها المرملين لبائسة مثلي لن أنساكم أبدا، لن أنسى ذاك الحلم الوردي الذي
قهرتموه وذاك العشق الرباني الذي (محيتموه)، أبدا لن أنساكم
لن أنساك حبيبي الا.... لن أفقد تلك الأيام ونحن ما بين الجنان والحدائق
نحلم بطفل نحمله على أكتافنا.... لن أنسى حرارة قبلتك ما بين (عينيا)